في هذا الكتاب الذي يدور حول “نحن وكانط” يطرح الكاتب ثلاث إشكاليات؛ ملحة على مستويات متعددة؛ نظرية وواقعية، فلسفية وتاريخية؛ من أجل ثلاث غايات ويسترشد في هذا السبيل بثلاث طرق وآليات وتقنيات؛ تمثل مناهج في الرؤية العامة للعمل للوقوف على موجات ثلاث من اللقاء بيننا وبين كانط منذ بداية توجهنا إلى النقدية؛ وصولا إلى ما يمكن اعتباره رؤيتنا النقدية لفيلسوف النقد أو ما أطلق عليها “التأسيسية التجاوزية” وهي مفاهيم كانطية تمارس على قضايانا ونظرتنا إلى كانط ونظرة كانط إلينا. أول الإشكاليات الثلاث التي طرحها الكاتب؛ إشكالية اصطلاحية تتعلق بالمفاهيم المستخدمة في العمل بالإضافة إلى التأسيس والتجاوز؛ وفي مقدمتها، أو المفهوم الأساسي، مفتاح أو عنوان هذا العمل وهو؛ مفهوم “النحن” وتحديد المقصود به ومستوياته وتنوعاته وآفاقه ومجالاته، متجاوزا في تحديده؛ النحن الفردي والعرقي والجغرافي وصولاً إلى “النحن التاريخي الاجتماعي الحضاري”؛ الذي تتداخل فيه دوائر عدة تمثل مستويات وصوراً له: مصرية وعربية وإفريقية وإسلامية وإنسانية كونية. الإشكالية الثانية هو كانط، والسؤال أي كانط هو الذي نتحدث عنه؟ كانط الفيلسوف الأكاديمي صاحب العقلانية النقدية والعقل النظري والعملي وملكة الحكم، أم كانط صاحب قضايا التنوير والثورة أو كانط؛ الذي يحضر اليوم بإلحاح بكتاباته في الدين والسياسة وما يدور حولهما من تأويلات. وهل نتعامل مع مشكلات فلسفته النظرية أم مع نتائج فلسفته في الواقع الراهن. أما الإشكالية الأكثر إلحاحا علينا فهي (الواو) في العنوان “نحن وكانط”؛ أي العلاقة بيننا وبين كانط هل هي واو الجمع، أم واو التمايز أم واو الانفصال؛ هل نتعامل مع كانط الكوني ونظل في أسره؛ أم مع كانط عصر التنوير الأوربي والهيمنة الغربية على العالم غير الأوربي.