الحُب حقيقةٌ فطريةٌ لكلِّ كائنٍ حيٍّ, فهل نجوب الطرقات تجوالاً لنبحثَ عنهُ؟ أم إنه يأتينَا فجأةً بمحضِ الصُّدفةِ والخيال، تبعاً لإنذارٍ مسبقٍ من ابتسامةٍ شفافةٍ, أو وجدٍ مدفونٍ؟ كثيرٌ من الخلق يتهيؤون لذلك الشُّعور بحُبٍّ واستطلاعٍ منهم, بنهمٍ لقراءةِ كتب المُعرِّجين على الأدب الفصيحِ أو العامّي أو بمتابعةِ البرامج التلفزيونيةِ التي تترجمُ المشاعرَ الرومانسيةِ في إطار القصة القصيرة أو الطويلة، والتي تصل حلقاتُها إلى المائة، وما فوق، على شكل مواسمَ متعددةٍ. في هذا الكاتب أرادت الكاتبة أن تكتب كلماتٍ وعباراتٍ تنمُّ عن الحبِّ الصادقِ بكلِّ معانيه، والذي قد يصلح لبعـضِ الفئاتِ العمريةِ دون الأخرى من مُختلفِ الأجناس والطبقات والمجتمعات المتحفِّظة، ويأخذُ أشكالاً وفنوناً متغيرةً في توصيفهِ، تعبر فيها عن الحبِّ الخائنِ، والمغدورِ، والمتسلِّط، والحُبِّ البريء، وحُبِّ فاعلِ الخيرِ والأشخاصِ المقربين؛ كالابن، والجد. حيث ترى الكاتبة أن الحب يشملُ ألواناً متعددةَ الأشكالِ والصِّفات، لا تنحصر على الألوان السَّـائدة؛ الأسود، والأبيض، والرّمادي، وإنما أحياناً تكون ورديةً مشرقة ترقصُ وتغنِّي لتعبِّر عن حنينِ العشَّـاقِ وَوَلَهِ المُحبِّين. واستكمالاً لذلك, بلورتُ الكاتبة الحبَّ على شكل رسائل فيها حوار ووصف لعلامات الحبِّ والمُحِبِّين, تُمَكِّنُ القارئ من تصوير العشق من غيرِ خدشٍ للحياءِ, وتوصيف طبيعة إنسانية يتعرض لها جميع الخلق، ويحتاجون إليها في جميع مراحل حياتهم، وقد تتبلور في علاقاتٍ شتّى بين الأمِّ وأبنائها، والأخوة والأصدقاء، وغيرهم. كما تتبعت في هذا الكتاب منحى الرّسالة والقصَّةِ القصيرة, فأضافت مناسبة لكل نص، بعضها حقيقي، والبعض الآخر من محض الخيال، عبَّرت فيها بالنَّثر تارةً، وبالقصيد تارةً أخرى، عن أفكارٍ حالمةٍ وشائكةٍ لقصص العشَّاق والمُغتربين بمشاعرهم بين أضلع الظّلم، والقهر، والكيد أحياناً.