متن نقدي يحاول استثمار الجهاز المفاهيمي الذي وفّرته أدبيات النقد الأدبي ونظرياته المعاصرة، ليفكك ظاهرة السّقطات الأدبية الشائعة في بعض منشورات السّرد العربي الموجّه للطفل ولليافع. هذه الظاهرة التي يتوجّع منها المربي والولي والمثقف والناقد والأديب دون الجرأة على محاولة تفكيكها بمنهج علمي واضح، أو على الأقل بدراسة موضوعية مسنودة. ويأتي هذا الجهد المتواضع ليبادر إلى تقديم «محاولة» نقدية أوّلية تجيب عن بعض الأسئلة المتعلّقة بأشكال السقطات في أدب الطفل واليافع ودواعيها. وفي حال تطوير هذه المبادرة النقدية ومواصلتها فبإمكانها أن تصيب أهدافها البعيدة الجليلة وهي نشر ثقافة نقدية يقظة في أدب الطفل لدى المبدع والمتلقي على حدّ سواء. وهنا يكون الرهان عظيما أعظم من قيمة الجهد المبذول في المبادرة، وسام سمو ونبل الغاية الدافعة لها، وهذا الرهان هو فوز أطفالنا بأدب خال من السّقطات. ونقصد «بالنصوص غير المحروسة» تلك التي غفل عنها الوعي النقدي لدى أصحابها، فأصابها الضرّ، وخرجت بعاهاتها تشكو السقطات في الشكل أو في المضمون. ومثل تلك النصوص لشيوعها استدعتنا لتحليلها حتى نقف على أسباب غياب تلك الحراسة الضرورية لها من جهة أصحابها وغير أصحابها، وماذا يلزم في المقابل لضمان قيامها وحضورها المستمرين. ونحن في افتراضنا لأسباب السّقطات نتّهم ثقافة الاستسهال وعدم التّقدير والتحقير التي يكنّها البعض لكل ما هو طفولي. فيندفعون اندفاع من لا يرى الحجم الحقيقي للهاوية، ثم يقفزون بكل ثقلهم، فيكون سقوطهم مؤلما مدويا. ولذلك فإن غايتنا في الختام هي تصوير مهمة السّرد الأدبي للطفل بحجمها الحقيقي لمن يريد الخوض فيه، حتى يتأنّى ويتجنّب القفز والسقوط المؤلم المدوي.