تعتبر رواية ليلى والذئاب لمؤلفها الدكتور سامي قباوة نموذجا للرواية الحديثة المتقدمة من حيث صنعتها وأحداثها وطريقة سردها، إذ تعتمد التشويق الذي تبدأ به منذ طرقتها الأولى أو كلماتها النابضة بوعي مبدعها وفهمه لهذا الفن الجميل حين تنفتح نهايتها على أمداء يمكن أن تكون بدايات لنصوص أخرى تحلق وترتفع عاليا كما هذا النص الذي بين أيدينا. ليلى والذئاب رواية فيها الكثير من التقطيع السينمائي للمشاهد المتوالية والمتلاحقة التي على القارئ أن يبذل جهده كي يماشيها فهي نص لاهث بما تعنيه هذه الكلمة ولا تقدم نفسها كوجبة سهلة يمر عليها القارئ ويمضي بل عليه أن يتوقف عند نهايتها متأملا حروفا تتوهج فرادة وحسنا واختلافا في الطرح عما يقوله الآخرون وخاصة في مقولاتها الجديرة بالتوقف وأسئلتها المشرعة، فهل يكون الانتقام تعويضاً عن جراحات فائتة وهل يعيد ما سلب منا وإن فعلنا هل سيعترينا الندم ويلبسنا؟ وتمتلك هذه الرواية جماليات كثيرة ليس على المستوى السردي أو التكثيف المميز فحسب بل بما تخفيه بين صفحاتها وضمن تلافيف سردها الرشيق إذ تقدم في كل مقطع منها ما هو جديد ومدهش على صعيد الحدث المتنامي والمتسامق نحو القمة، ولتبقى هناك هي ومن يتابعها فلقد مر على ما هو راق ورائق سنذكره دائما حين نريد أن نستدل ونتذكر شواهد وأدلة دامغة من روينا العربي.